من نحن

(مؤتمر الأمة)

"نحو أمة واحدة وخلافة راشدة"

 


كان لسقوط بغداد تحت جحافل الاحتلال الأمريكي والغربي سنة 2003م تداعياته على العالم العربي وعلى الأمة كلها، فتنادى المصلحون المفكرون والسياسيون للاجتماع وتدارس أسباب سقوط الأمة على هذا النحو، وكيف الخروج من هذه الكارثة، وكيف تنهض الأمة من عثرتها، وتتدارك كبوتها، فكانت اللقاءات تلو اللقاءات منذ سنة 2004م حتى تبلورت رؤية (مؤتمر الأمة) لأول اتحاد بين تنظيمات سياسية في المنطقة العربية، تؤمن بأن الأزمة التي تعيشها المنطقة كلها هي أزمة أمة، ولا يمكن مواجهتها إلا بمشروع أمة، بعد أن ثبت فشل المشاريع القطرية الوطنية، بعد سقوط العراق الذي كان أقوى بلد عربي، ولم يستطع الصمود أمام الحملة الاستعمارية ثلاثة أسابيع، حين انطلقت جيوش العدو من عمقه العربي الاستراتيجي المحيط به!

وازداد الأمر خطورة بعد حرب غزة وحصارها الذي شاركت فيه الدول العربية نفسها بعد أن صارت دولا وظيفية في خدمة المشاريع الاستعمارية!

وكما فشلت الدول القطرية الوظيفية في حماية الأمة، فشلت المشاريع الحزبية والفئوية على مستوى الجماعات في مواجهة مثل هذه الحملات الدولية، والصراع الأممي على العالم العربي، بل وتوظيف بعضها في هذه الحملات حيث تورط بعضها في الدخول في مشاريع الاحتلال والتعاون معه!

وقد تجلت أزمة الأمة في تشرذمها وضعفها من جهة، وغياب المشروع السياسي من جهة أخرى، فكان الرأي هو ضرورة قيام (مؤتمر الأمة) كاتحاد لتنظيمات سياسية راشدة تعمل على تحقيق الأمرين:

الأول: استعادة مفهوم (الأمة الواحدة) لتجاوز حالة التفرق والتشرذم، والرهان على الأمة وشعوبها لتحدث هي التغيير المطلوب من خلال الثورة السلمية.

الثاني: استعادة مشروع (الحكومة الراشدة) في الأقطار، وبلورة نظام سياسي إسلامي راشد، يستهدي بهدايات الكتاب والسنة والخطاب السياسي الراشدي، تمهيدا لعودتها (خلافة راشدة) يوما ما كما بشر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)!

وقد تم تأسيس المؤتمر سنة 2008م، وعقد أول مؤتمر له سنة 2009م، ثم تتابعت المؤتمرات بشكل دوري فصلي، حتى كانت الثورة التونسية والتي وقف معها المؤتمر منذ تفجرها، ثم الثورة المصرية، ثم الليبية، ثم اليمنية، ثم السورية...

 

وقد قام المؤتمر بتشكيل (الهيئة الاستشارية لدعم الثورة السورية) وكان لها دور بارز في تقدم الدعم الواجب لكل قوى الثورة من خلال الدورات التدريبية الميدانية والسياسية والإدارية، وورش العمل، وإعداد القيادات وتطوير مهاراتها...