"مؤتمر الأمة يرفض صفقة ترامب ويدعو لتجاوز اتفاق أوسلو واستئناف معركة تحرير فلسطين"

"مؤتمر الأمة يرفض صفقة ترامب ويدعو لتجاوز اتفاق أوسلو واستئناف معركة تحرير فلسطين"

  • بواسطة مؤتمر الأمة --
  • الجمعة 06 جمادى الثانية 1441 00:00 --
  • 0 تعليقات

بيان من

"مؤتمر الأمة يرفض صفقة ترامب ويدعو لتجاوز اتفاق أوسلو واستئناف معركة تحرير فلسطين"

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ اللهِ الملكِ الحقِ العدلِ المبينِ القائل ﴿إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾..

وصلى الله وسلم على النبي الأمين القائل

(لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بَبيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)..

أما بعد..

إن (مؤتمر الأمة) إذ يؤكد رفضه لصفقة القرن وكل ما سبقها من معاهدات مع المحتل الصهيوني، وكل القرارات الجائرة من الأمم المتحدة بخصوص الاعتراف بدولة إسرائيل، ليدعو الأمةَ وشعوبَها كلَها إلى تحمل مسئولياتها تجاه استعادةِ القدس والمسجد الأقصى وتحريرِ أرض فلسطين، كما يدعو (مؤتمر الأمة) الشعبَ الفلسطينيَّ الأبيَّ إلى تجاوز كل آثار المعاهدات المشئومة، واستئناف جهاده المبارك لتحرير أرضه، بعد أن ثبت له بأن كل المعاهداتِ والاتفاقاتِ لم تحقق له أدنى حقوقِه الإنسانيةٍ فضلاً عن حقوقِه السياسيةٍ!

أيها المسلمون في كل مكان..

لقد مضى قرنٌ كاملٌ على احتلالِ الحملةِ الصليبية الغربية لفلسطين، وإعلانِ بريطانيا وعدَ بلفور بإقامةِ دولةِ إسرائيل بتاريخ ٢/ ١١/ ١٩١٧م - ١٧/ ١/ ١٣٣٦هـ ثم بتسليم فلسطين لليهود ليقيموا كيانَهم الصهيوني، والاعتراف به سنة ١٩٤٨ بقرار من الأمم المتحدة، ثم تتابعت حلقاتُ تكريسِ هذا الاحتلالِ برعايةٍ دوليةٍ صليبيةٍ أمريكيةٍ روسيةٍ أوربيةٍ، فكانت اتفاقيةُ كامب ديفيد سنة ١٩٧٨م، التي ضمنت لإسرائيلَ الأمنَ الدائمَ مع كل دولِ الطوقِ العربي، ثم مؤتمرُ مدريد ١٩٩١م، ثم مؤتمرُ أوسلو ١٩٩٣ الذي تخلت فيه منظمةُ التحريرِ الفلسطينيةٍ والمجلسُ الوطنيُّ الفلسطينيُّ بضغطٍ دوليٍ وعربيٍّ عن حقِ الكفاحِ المسلحِ لتحريرِ فلسطينَ، وتخلت عن ٧٧٪؜ من أرض فلسطين للمحتل الصهيوني، والتزمت بالقرارات الدولية الظالمة الصادرة بذلك، مقابلَ قيامِ حكمٍ فلسطينيِّ ذاتيِّ في الضفةِ وغزةَ وهي الأرضُ المحتلةُ سنة ١٩٦٧م، والتي تعادل فقط ٢٣٪؜ من أرض فلسطين التاريخية على أملٍ كاذبٍ بإقامةِ دولةٍ فلسطينية، كما تخلت حركةُ المقاومةُ الإسلامية حماس هي الأخرى عن مشروع التحرير، وقبلت الدخول في انتخابات ٢٠٠٦م، وتقاسمت مع حركةِ فتحٍ السلطةَ في الضفةِ وغزةَ بناءً على اتفاقيةِ أوسلو، ونصت حماسُ في ميثاقها الجديد سنة ٢٠١٧ بالاعتراف بحدود ١٩٦٧م!

لقد انتهى هذا القرنُ بعدَ مئةِ عام كاملةٍ من احتلال فلسطين بإعلان ترامب في المؤتمر الإسلامي في الرياض سنة ٢٠١٧ عن صفقته المشئومة (صفقة القرن) التي اعترف فيها بالقدس عاصمة أبدية لليهود، وبكل أرض فلسطين لدولة إسرائيل، وتم الإعلان عنها بالأمس بشكل رسمي!

وإن الأمةَ الإسلاميةَ وشعوبَها كلَّها مسئولةً أمامَ الله عما آلت إليه قضيةُ القدسِ وفلسطينَ والمسجدَ الأقصى، ولا عذر لها في التقاعسِ عن نصرتها، والدفاع عن شعبها، واستعادة أرضها بحكم الولاية التي جعلها الله لها بنص كتابه الكريم ﴿إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ﴾[آل عمران:68] فأصبحت الولاية على مساجد النبي إبراهيم عليه السلام وهما البيت الحرام والمسجد الأقصى حصرا للمؤمنين المسلمين وحدهم!

أيها المرابطون في الشام وبيت المقدس:

إنكم منصورون ما أقمتم الجهاد في سبيل الله مهما خذلكم الناسُ وتخلوا عنكم، كما قال النبي :

(لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِك: وَهُمْ بالشَّأْمِ)..

وقد تكفل الله بكم فهو وليكم كما قال ﷺ: (عَلَيْكَم بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ)..

أيها المسلمون في أرض فلسطين وخارجها:

إن إفشالَ صفقةِ القرنِ وإعلانِ ترامب واستعادةَ فلسطين وتحريرَ القدس والمسجد الأقصى لن يتحقق إلا بالخطوات التالية:

أولا: إعادةُ تعريفِ قضيةِ فلسطين، والصراعِ حولها تعريفا شرعيا صحيحا، بعد أن تراجعت مدة مئة عام من كونها قضيةً إسلاميةً إلى قضيةٍ قوميةٍ عربيةٍ، ثم قضيةٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ، ثم قضيةٍ حزبية فصائلية تكاد تحصر بين عباس وحماس!

لقد اُحتلت القدسُ وفلسطينُ وسقطت الخلافةُ الإسلاميةُ بالحملة الصليبية (البريطانية الفرنسية الروسية) في الحرب العالمية الأولى، ولن تستعادَ إلا بالإسلام، وبالأمة الواحدة، كما قال تعالى: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ [آل عمران: ١٠٣]

ثانيا: إنهاءُ كافةِ المعاهداتِ التي اعترفت للعدو الصهيونيِّ المحتلِ بأرض فلسطين عام ٤٨ سواءً اتفاقيةُ كامب ديفيد أو اتفاقيةُ أوسلو وكل ما تلاها من تعهدات أثبتت الأيامُ عدمَ التزامِ المحتل الأمريكي الروسي الأوربي فضلا عن المحتل الصهيوني بأي من بنودها مما يجعلها في حكم العدم شرعا وقانونا وسياسة.

ثالثا: العودة للجهاد في سبيل الله واستئناف الكفاح المسلح لخوض معركة التحرير من جديد بعدد توقفها منذ اتفاق أوسلو ١٩٩٣م، دفعا لعدوان المحتل الصهيوني كما قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ . الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقولوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذكَرُ فيهَا اسمُ اللَّهِ كَثيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [الحج: ٣٩- ٤٠]﴾..

رابعا: استنفارُ الأمة وشعوبها ودولها، واستنصارها كلها، للقيام بواجب النصرة، كما قال تعالى ﴿وَما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصيرًا﴾ [النساء: ٧٥].

خامسا: اعتبارُ كلِ من يقف مع المحتل الصهيوني في عدوانه على أرض فلسطين عدوا للأمة الإسلامية وشعوبها كلِها، لا فرق في ذلك بين المحتل الأمريكي والروسي والأوربي كما قال تعالى ﴿لا يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلوكُم فِي الدّينِ وَلَم يُخرِجوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَتُقسِطوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ . ﴿إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾ [الممتحنة: ٨- ٩]﴾ ..

فاللَّهُمَّ أَلَّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..

اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجِرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..

مؤتمر الأمة - إسطنبول

الجمعة 6 جمادى الآخرة 1441هـ الموافق 31 يناير 2020م


رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

"مؤتمر الأمة يرفض صفقة ترامب ويدعو لتجاوز اتفاق أوسلو واستئناف معركة تحرير فلسطين"

ترك تعليق
التعليقات

"مؤتمر الأمة يرفض صفقة ترامب ويدعو لتجاوز اتفاق أوسلو واستئناف معركة تحرير فلسطين"