رسالة في بيان حرمة استهداف المساجد في حال السلم والحرب

رسالة في بيان حرمة استهداف المساجد في حال السلم والحرب

﴿مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

رسالة من الشيخ أ.د. حاكم المطيري

في حرمة استهداف المساجد في السلم والحرب


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على الهادي الأمين، وبعد...

فقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، بالاستقامة وعدم الطغيان أو الركون للظالمين، فقال سبحانه مخاطبا رسوله الكريم: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَلا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾، وأمرهم بالبصيرة في دينهم ودعوتهم وجهادهم فقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّه وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، وأوجب عليهم النفير إلى طلب العلم والتفقه في الدين، كما أوجب عليهم النفير للجهاد في سبيله، فقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾، فإذا كان الجهاد بلا بصيرة وبلا فقه صار طغيانا وفسادا في الأرض، وهو نقيض ما أرسل الله من أجله رسله وأنزل به كتبه، كما قال  : ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.

ووصف الله صحابة النبي وأثنى عليهم بالرشد فقال تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾، وأمر باتباعهم ولزوم هديهم واقتفاء أثرهم ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾.

وقد فجع المسلمون هذه الأيام بوقائع تترى، وفواجع كبرى، في دمائهم ومساجدهم التي صارت هدفا للتفجير، واغتيال المصلين، تارة على يد الطغاة واستخباراتهم، وتارة بيد الغلاة ومفخخاتهم، وقد كان أول من سن الاغتيال في المساجد أبو لؤلؤة المجوسي، باغتياله الخليفة الراشد عمر، ثم ابن ملجم الخارجي، باغتياله الخليفة الراشد علي، ثم مازال لهم أتباع يقتفون آثارهم، ويقترفون جرائمهم، بحق أفراد بأعيانهم يغتالونهم خاصة، كما فعل الحشاشون الباطنيون الذين كانوا يغتالون أمراء المسلمين، كما أرادوا بصلاح الدين، إلا أنه لم تظهر طائفة تجعل من تفجير المساجد ذاتها - وتفجير كل من كان فيها من المصلين - عبادة وجهادا قبل البغدادي وتنظيمه، ولم يكتف هذا التنظيم باقتراف هذه الجرائم حتى تصدى منظروه المجهولون لإثبات مشروعية ما اقترفوه، بل وأنه من الجهاد في سبيل الله! وهو ما لم تجرؤ عليه طائفة من طوائف أهل الإسلام قبلهم، وحتى الحوثي وأتباعه الذين فجروا المساجد في اليمن، لم يصدر عنهم إلا نفي أن يكون ذلك قد وقع منهم!

ومع وضوح بطلان مثل هذه الشبه التي يروجها هذا التنظيم منذ ظهوره، حتى تبرأ منه شيوخه الذين كان يرجع إليهم، إلا إنه قد يوجد من قد يغتر بهم، فجاءت هذه الرسالة نصحا للأمة، وإبراء للذمة، و﴿مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾، والله الهادي إلى صراط مستقيم.

معذرة2.png


للتنزيل برابط مباشر


رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

رسالة في بيان حرمة استهداف المساجد في حال السلم والحرب

ترك تعليق
التعليقات

رسالة في بيان حرمة استهداف المساجد في حال السلم والحرب