مؤتمر الأمة يؤكد حق الشعب العراقي في الثورة وإختيار نظامه السياسي

مؤتمر الأمة يؤكد حق الشعب العراقي في الثورة وإختيار نظامه السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم

(مؤتمر الأمة)

يؤكد حق الشعب العراقي في الثورة وإختيار نظامه السياسي

الحمد لله وحده وصلى اللهم على من لا نبي بعد وعلى آله وصحبه وبعد..

فقد تعرض العراق وشعبه لمؤامرة دولية كبرى بدأت بالاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣م والذي ذهب ضحيته الملايين بين قتيل وجريح ومهجر ثم دخل الاحتلال الإيراني بتفاهم مع أمريكا لطمس هوية العراق وترسيخ السيطرة عليه وتقسيمه واخراجه من معادلة الصراع في المنطقة كما خطط لذلك العدو الصهيوني..

وقد واجه الشعب العراقي بكل شجاعة وصبر وثبات كلا الاحتلالين وهزمهما عسكريا لولا العملية السياسية التي أمدت بعمر حكومة الاحتلال بثوب عراقي!

وقد ثار الشعب العراقي منذ بداية الثورة العربية بشكل سلمي ضد فساد العملية السياسية وطغيانها الطائفي ومشروعها الصفوي وظل مئات الآلاف في مدن العراق يعتصمون في ساحات الكرامة سنة كاملة حتى تعرضت للقمع البوليسي وبدأ الجيش الطائفي حربه على الأنبار فكانت الثورة الشعبية المسلحة التي هزمت قوات حكومة الاحتلال لمدة ستة أشهر مما أدى إلى امتداد الثورة في كل المحافظات السنية التي تحملت عبء مواجهة الاحتلال الأمريكي عسكريا ثم عبء التصدي للمشروع الصفوي الإيراني الطائفي..

لقد حقق الشعب العراقي بثورته المسلحة على الاستبداد والفساد نصرا كبيرا أعاد للأمة ثقتها بثورتها على الطغيان الداخلي والاحتلال الخارجي..

وكما تعرضت ثورة الأمة في مصر وسوريا واليمن للتآمر العربي والأجنبي لوأدها في مهدها لتظل الأمة تحت سيطرة عدوها الخارجي وأنظمته الوظيفية واجه الشعب العراقي وثورته الخطر نفسه حيث حاول الاعلام المأجور اختزال مشهد ثورة شعب العراق - بمدنه وأريافه وعشائره التي بدأت سلمية ثم مسلحة - بأنه صناعة الارهاب والمجموعات الارهابية بغرض مصادرة حق الشعب العراقي بالحرية والاستقلال عن الاحتلالين الأمريكي والإيراني!

إن (مؤتمر الأمة) الذي وقف مع الثورة العراقية منذ بدايتها في مارس ٢٠١١ ووقف مع كل فصائلها ومكوناتها ليؤكد ما يلي :

١- الوقوف مع هذه الثورة المباركة على الظلم والطغيان حتى يتحقق النصر.

٢- وعلى وحدة العراق أرضا وشعبا ورفض مشروع التقسيم.

٣- وعلى حقه في اختيار نظامه السياسي الذي يعبر عن هويته ودينه ويحفظ سيادته واستقلاله ويحقق الأمن والعدل والكرامة لشعبه.

هذا ويدعو (مؤتمر الأمة) الفصائل المجاهدة والعشائر الثائرة للوقوف صفا واحدا ونبذ الاختلاف والافتراق كما قال تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقال (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)..

كما يؤكد (مؤتمر الأمة) بأنه لا يحق شرعا ولا سياسة لأي فصيل إعلان خلافة أو ولاية عامة في العراق أو غيره قبل توفر أسبابها وشروطها وارتفاع موانعها فضلا عن تحقق ماهيتها وحقيقتها الشرعية والواقعية..

إن حق اختيار الولاية العامة - سواء الخلافة التي هي رئاسة عامة على الأمة أو الإمارة التي هي رئاسة على بعضها في قطر من أقطارها - هو حق للأمة وشعوبها كما جعله الله لها في قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم) وكما قال عمر الفاروق (الإمارة شورى بين المسلمين) وقال في صحيح البخاري (من بايع رجلا دون شورى المسلمين فلا بيعة له ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا) وصح عنه قوله فيمن اغتصبها (فلا يحل لكم إلا أن تقتلوه) ..

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الملك العضوض والملك الجبري وأمر بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين فقال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)..

وهذا كله في حال استخلاف الله المؤمنين في الأرض الذي هو أساس الخلافة الشرعية وهو ما لم يتحقق لشعب العراق فضلا عن شعوب الأمة كلها، إذ ما يزال العراق تحت احتلال أجنبي ونظام عميل وظيفي، ولم تستكمل الثورة بعد بسط نفوذها ولم تحقق سيادتها على العراق وعاصمته بغداد، مما يجعل الإعلان عن ولاية شرعية لهذا الفصيل أو ذاك على الشعب العراقي افتئات ودعوى لا حقيقة لها حيث لم تتحقق ماهية الولاية العامة وحقيقتها فضلا عن أسبابها وشروطها وأهمها عقدها بالشورى والرضا من أهل العراق أنفسهم..

إن خطورة الإعلان عن ولاية عامة في العراق تمثل الثورة ليست في الادعاء ذاته بل فيما يترتب عليه من أحكام كوجوب الدخول في طاعتها واستحلال الدماء بسببها وهو أول خروج عن حكم الشريعة التي حرمت الدماء المعصومة تحريما قطعيا وهو ما حدث في سوريا من سفك دماء المجاهدين والأبرياء من الشعب السوري بعد الإعلان عن الدولة لتنشغل الأمة عن قتال عدوها بالاقتتال فيما بينها وتنازعها وذهاب ريحها بمثل هذه الدعاوى الباطلة شرعا وعقلا..

إن (مؤتمر الأمة) إذ يؤكد ذلك كله ليدعو الأمة وشعوبها كلها للوقوف مع الشعب العراقي وثورته وتقديم كافة أشكال الدعم له حتى يتحقق النصر له بإذن الله وما النصر إلا من عند الله ...

مؤتمر الأمة

الثلاثاء ١٧ رمضان ١٤٣٥

الموافق ١٥ يوليو ٢٠١٤


رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

مؤتمر الأمة يؤكد حق الشعب العراقي في الثورة وإختيار نظامه السياسي

ترك تعليق
التعليقات

مؤتمر الأمة يؤكد حق الشعب العراقي في الثورة وإختيار نظامه السياسي