البيان الختامي لاجتماع مجلس شورى مؤتمر الأمة - جمادى الأولى 1438هـ

البيان الختامي لاجتماع مجلس شورى مؤتمر الأمة - جمادى الأولى 1438هـ

  • بواسطة مؤتمر الأمة --
  • الخميس 12 جمادى الأولى 1438 18:09 --
  • 0 تعليقات

البيان الختامي لاجتماع مجلس شورى مؤتمر الأمة

7 جمادى الأولى 1438 هـ – 4 فبراير 2017 م

 

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي الهادي المصطفى الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين..

وبعد ..

فقد عقد "مؤتمر الأمة" اجتماعه الدوري لمجلس الشورى بتاريخ 9 – 11 جمادى الأولى 1438 هـ الموافق 6 – 8 فبراير 2017 م.

وقد تم خلال الاجتماع الوقوف على التقارير الادارية السنوية للمؤتمر ووضع خطته المستقبلية كما تم مناقشة واقع الأمة وآفاق مستقبلها، وهي تمضي إلى موعود الله لها باستعادة سيادتها وحريتها، وتحقيق نهضتها، وإقامة دولتها ووحدتها، حيث تعيش شعوب الأمة عامة، والعرب خاصة، بالربيعين العربي والتركي تحولا تاريخيا غير مسبوق منذ سقوط خلافتها، وانهيار دولتها، واحتلال أقاليمها، في الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918م، وتكريس هذا الواقع بعد الحرب العالمية الثانية 1945م، وقيام دول الجامعة العربية تحت النفوذ الغربي الرأسمالي، ثم النفوذ الروسي الاشتراكي، وبلغ أوج هذا النفوذ الخارجي بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978م، ثم باحتلال العراق 2003م، وحصار غزة 2008م!

لقد كانت الثورة العربية مطلع 2011م استجابة طبيعية من شعوب العالم العربي تجاه انهيار المنظومة الوظيفية التي شكلها الغرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وفشلها في تحقيق أدنى مستويات الإصلاح السياسي والحفاظ على الحقوق والحريات الجماعية والفردية، وفقدت فيه الحياة الحرة الكريمة، والأمن المجتمعي، والحقوق الإنسانية.

لقد تغير العالم منذ تفجر الثورة العربية وما زال يتغير بشكل عميق وجذري، وما زال مرشحا لمزيد من التحولات التاريخية، ونحن على مشارف موجة الثورة العربية الثانية التي ستكون جذرية وعميقة، فما زال العرب يواجهون الطاغوت الدولي وهم يقدمون ملايين الشهداء والمهجرين، حين استسلم العالم كله لهذا النظام الإجرامي، الذي صار المتحكم الأول في شئون العرب وبلدانهم، حتى لم يعد العرب ينتظرون في كل حدث قرار من دولهم ولا جامعتهم العربية، بل يصوبون أبصارهم إلى مجلس الأمن وما يتخذه من قرارات بشأن مصيرهم وحصار مدنهم وشن الحرب عليهم.

لقد جاءت الثورة قدرا ربانيا، وربيعا عربيا، فريدا من نوعه في تاريخ الثورات، تجلت فيه كل معاني النبل العربي، في تونس ومصر واليمن، وعنيدا عنيفا تجلت فيه كل معاني العزيمة والتضحية في ليبيا وسوريا ومصر واليمن، وسقط الطغاة وأنظمتهم واقعيا وسياسيا وأخلاقيا، ونجحت الثورة ما بين 2011 – 2013م بأقل خسارة يمكن توقعها من ثورة تاريخية كالثورة العربية، واستبشر العرب من المحيط إلى الخليج بمستقبل واعد تتحقق لهم فيه الحرية والكرامة والإنسانية، وتعبر عن إرادتهم المسلوبة عقودا طويلة في ظل الاستبداد والاحتراب، وهويتهم المطموسة في ظل الاحتلال والاغتراب.

لقد نجحت الثورة العربية باستعادة الوعي بالذات والهوية، وتعزيز الإرادة والإصرار على الكرامة والحرية، واستطاعت ما بين 2011 و 2013 أن تواجه كل المؤامرات الداخلية والخارجية، وأن تفرض خياراتها على العالم كله.

لقد تغير المشهد في صيف سنة 2013م في كل بلدان الثورة والربيع العربي وحدث ما كان في الحسبان لمن يعرف السنن في الثورات، وجاءت الثورة المضادة {ليقضي الله أمرا كان مفعولا}، فانقض المحتل الأجنبي وحليفه الداخلي على الربيع العربي، بكل همجية ووحشية، فكان الانقلاب العسكري في مصر، ومذبحة رابعة والنهضة، تعبيرا عن طبيعة النظام العربي الرسمي الوحشي، الذي ظل يحكم المنطقة نيابة عن المحتل الخارجي منذ الحرب العالمية الأولى مدة قرن كامل.

لقد انتهت الدول الوظيفية وتحالفت مع المحتل الأمريكي والروسي والإيراني، وتم استباحة عواصمها ومدنها من كل شذاذ الآفاق وبحملات جوية صليبية صفوية صهيونية تدك المدن والعواصم وتهجر الملايين.

لقد آثرت الأنظمة الوظيفية إنفاق المليارات من ثروات الأمة، وإشعال الحروب الطائفية والصليبية، وجلب المحتل الخارجي، بدلاً من تحقيق العدل والإصلاح الداخلي، وكان القتل والانهيار أهون عليها من الإصلاح والاستقرار.

{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا}.

لقد تحالف فجأة خندق الاعتدال وكامب ديفيد الوظيفي مع خندق المقاومة الطائفي لمواجهة الشعب السوري والعراقي وحصاره وتهجيره، وانقض المشروعان اللذان طالما تحالفا على العالم العربي والإسلامي، وهما المشروع الصليبي والمشروع الصفوي ومن يصطف معهما وفي خندقهما من الأنظمة العربية، في الوقت الذي غاب فيه تماما مشروع الأمة الجامع

لقد كشفت الثورة العربية قدرة الأمة وطاقة شعوبها الكامنة التي أذهلت قوى الثورة نفسها، فضلا عن العالم كله، حين مضت في ثورتها بكل عنفوانها وتجلت بأوضح صورها في ثورة الشعب السوري الذي ما زال يقدم مواكب الشهداء بعشرات الآلاف في مشهد أسطوري تاريخي، فلم تهن عزيمته ولم يكل ولم يمل، في الوقت الذي تتململ فيه القوى السياسية المعارضة، وتبحث عن المخرج والحل!

لقد أثبتت الثورة بأن الرهان على غير الأمة وشعوبها رهانا خاطئا، فهي التي أسقطت الطغاة، وهي التي تقدم ملايين الشهداء والجرحى والمهجرين، وهي التي انحازت للإسلام في خياراتها، وهي التي اختارت من تثق بهم من المصلحين.

كما أثبتت الثورة قدرة الأمة وشعوبها على تجاوز كل العقبات التي وضعها المحتل الخارجي وأنظمته الوظيفية، فلم تواجه مشكلة في المال والرجال، فأتاها العدو من حيث يجب أن تحتاط، فاخترقها عبر منظومات الدول الوظيفية، فلم يزل يحيك لها المؤامرات حتى نجح في كبح جماح الثورة في موجتها الأولى، وتحييد قطاعات واسعة من علماء الأمة وجماعاتها، وتصوير الثورة على أنها حرب أهلية، وفتن طائفية، لا معركة أمة تاريخية كبرى مع المحتل الخارجي وعميله الوظيفي الداخلي، فحقق العدو بمؤامراته السياسية وحربه الإعلامية بما فشل في تحقيقه بالقوة العسكرية، ليجعل من الثورة مجرد ملف إنساني ينقل من مؤتمر إلى مؤتمر

كما كشفت الثورة أكذوبة الغرب الديمقراطي وشعارات الحرية وحقوق الإنسان، وأثبت أن مشكلة الغرب هو مع الأمة وشعوبها ورفضه لتحررها من نفوذه، وضد الإسلام نفسه وعودته من جديد كنظام سياسي يعبر عن الأمة وهويتها وحريتها وشريعتها.

وكما تجلت عزيمة الأمة وعظمتها في الثورة العربية، فقد كشفت الثورة المضادة أوجه القصور والخلل في أدائها وما يجب تداركه لاستعادة الثورة زمام المبادرة في الموجة القادمة ومن ذلك :

أولا: غياب المشروع الفكري العقائدي، وضعف الوعي السياسي، لدى قوى الثورة، لفهم واقعها المحلي والإقليمي والدولي، وطبيعة الصراع بين الغرب كمنظومة استعمارية والعرب كأمة تتطلع للتحرر والحرية، والعلاقة بين النظام العربي الوظيفي والطائفي، الذي تخادم بشكل واضح وجلي وتحالف ضد ثورة الشعوب العربية وتحررها، فاصطف نظام السيسي الناصري، ونظام صالح القومي، ونظام بشار البعثي، ونظام إيران الشعوبي الطائفي في خندق واحد، وخلفهما دول الاعتدال العربي، ودول الممانعة والمقاومة، وأمريكا وروسيا، في مشهد دموي كشف للأمة حقيقة الصراع وأبعاده.

لقد استطاع النظام الدولي إرباك كل الساحات وفتح الطريق للميليشيات والجماعات المتطرفة وقدم لها كل أشكال الدعم لتقوم هي بالفتك بالشعوب.

ثانيا: فشل الرهان على المشروع الوطني والقومي وانهياره، فضلا عن مشاريع الجماعات والأحزاب، في مواجهة مشاريع الأمم التي تتداعى وتتصارع على المنطقة، وتحقق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم (تتداعى عليكم الأمم)، وضرورة بعث (مشروع الأمة) وبلورته سياسيا وفكريا، ليتم فيه تحديد من هي الأمة؟ وما هو تعريفها لذاتها وللعالم من حولها؟ وما هي رسالتها، بعد أن رأت الشعوب العربية تداعي مشاريع الأمم عليها، باسم (الأمم المتحدة) و (مجلس الأمن) و (الشرعية الدولية) التي لم تكن سوى أدوات بيد المحتل الأممي للسيطرة على العالم الإسلامي، وبعد أن رأت خطورة الدور الذي قام به النظام الصفوي ومشروعه الطائفي الذي قتل من الشعب السوري بالتحالف مع المحتل الروسي، ومن الشعب العراقي بالتحالف مع المحتل الأمريكي، أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب.

وهو ما يعني إعادة تعريف مفهوم المقاومة نفسه، الذي استطاع المشروع الطائفي أن يوظفه ويوظف القضية المركزية للأمة وهي قضية القدس وفلسطين والأقصى لاختراق المنطقة وقواها الإسلامية والقومية على حد سواء.

إن الأمة اليوم بل العالم كله في حاجة الإسلام وهداياته من جديد بعد أن بلغ هذا العالم الغاية في ماديته وضلاله، وطغيانه وانحلاله، وليس له للعودة به إلى إنسانيته وفطرته التي فطره الله عليها إلا الإسلام، كما قال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }، { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً }، وهو الإسلام الذي عبرت عن حقائقه ورسالته دولة النبوة ثم الخلافة الراشدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ)، إنه الإسلام بخطابه الإسلامي الراشدي وأمته الواحدة ودولته العادلة الراشدة.

ثالثا : حاجة الثورة العربية لمشروع (الدولة الراشدة) التي تعبر عن إرادة الأمة وشعوبها بعد تحررها في كل قطر من أقطارها، لتعيد صياغة هويتها، وتحقق سيادتها، كخطوة على طريق وحدتها ونهضتها، تلك الدولة التي تستمد شرعيتها من إرادة شعبها، لا من الخارج الذي يحتلها، ويتحكم بها، ويحدد تقاسم السلطة بين فئاتها ومكوناتها كوصي عليها.

إن الدعوة إلى (الدولة الراشدة) التي تعبر عن هوية الأمة ونظامها السياسي الإسلامي، والدعوة إلى (الحكومة الراشدة) التي تعبر عن إرادة شعوب الأمة في اختيار السلطة التي تحكمها وتدير شئونها، وبلورة ذلك في (مشروع سياسي راشد) : هو المخرج من أزمة الأمة التاريخية منذ سقوط الخلافة العثمانية، وهي التي لا تعرف في تاريخها وفقهها إلا (الخلافة الراشدة) كنموذج للحكم الإسلامي الأمثل، حيث ظلت وفي ظل كل الأنظمة السياسية التي فرضها الاستعمار الخارجي بمعسكريه الرأسمالي والاشتراكي تعيش حالة اغتراب واحتراب، فهي تريد نظاما يعبر عن هويتها ودينها ويصل حاضرها بماضيها، وهو ما عجز عن بلورته والتذكر به الإصلاحيون والحركيون والسياسيون، حين غاب الفقه والفكر والإبداع أمام حالة الاستلاب والانبهار والاغتراب، لتتحطم أشواق الأمة بعودة الإسلام من جديد على صخرة عجز حركاتها الإصلاحية بدعوى الواقعية السياسية.

رابعا : أهمية معرفة وسائل المحتل الخارجي وأدواته التي يستخدمها وكيف استطاع إرباك مشهد الثورة في كل ساحاتها سياسيا وعسكريا وأمنيا، وطبيعة الحروب الوظيفية والحرائق التي يشعل بها المنطقة ليوقف ثورة شعوبها، كما قال تعالى {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا}، فاستطاع كما في اليمن والعراق إخراج الثورة من المشهد مؤقتا، لتخلو لفريقين كلاهما يمثل النظام العربي الوظيفي الذي جاءت الثورة لتغييره، فإذا الثورة تصبح خارج المعادلة، ليس لها خندق تصطف معها الأمة فيه.

خامسا: كشفت الثورة المضادة هشاشة الحالة الدينية بكل منظوماتها التقليدية والحركية والجهادية، وقدرة النظام العربي الرسمي والنظام الدولي على توجيهها واستخدامها، فتحولت المؤسسات الدينية وشيوخها إلى أداة بيد الانقلاب العسكري في مصر وسوريا، وتم تجنيد مشاهير الدعاة في العالم العربي لتجييش الرأي العام ضد الثورة لصالح الثورة المضادة، واصطفت جماعات دعوية وأحزاب حركية وسياسية خلف الثورة المضادة، وتكرر المشهد في كل ساحات الثورة، حتى بلغ أوجه في الانقلاب العسكري في تركيا، ومؤتمر الشيشان.

لقد صارت الأنظمة الوظيفية تستعين على إدارة دولها ومجتمعاتها بجماعات وأحزاب وظيفية، فكانت الانتخابات البرلمانية أحد أخطر أدواتها لاحتواء المعارضة، وضمها إلى منظومة الإثراء غير المشروع ليتحول المصلحون شيئا فشيئا إلى جزء من نظام وظيفي تدور عجلته بالدولة والمجتمع نحو الفساد والاستبداد ثم الانهيار.

{ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ }.

سادسا : غياب التعاون والتنسيق بين قوى الثورة في كل الساحات العربية، لمواجهة الثورة المضادة التي تقف في خندق واحد ضد تحرر شعوب الأمة في كل بلدانها، فقد كان من أبرز وجوه القصور والخلل عدم إدراك طبيعة المعركة وامتداد ساحاتها، وأنها ثورة أمة واحدة، تعيش أزمة واحدة، وتحكمها منظومة واحدة، ولا يمكن تغييرها بعمل قطري أو وطني، بل بعمل أممي يمتد امتداد ساحات الثورة والثورة المضادة.

وهذا ما يقتضي وحدة صف قوى الثورة في كل ساحة خاصة الساحة السورية، التي يحاول العدو إرباكها بالصراع الداخلي وإثارة الفتن بين فصائل الثورة، وهو ما يوجب أخذ الحيطة والحذر وقطع الطريق على مؤامراته، بالتنسيق بين كل الفصائل على اختلاف توجهاتها، والتزام الجميع بأهداف الثورة ومصالح الشعب السوري وحقوقه دون تفريط، سواء ممن يرى التفاوض أو ممن يرفضه، مع رفض الاقتتال فيما بينها رفضا قاطعا تحت أي ذريعة.

سابعا : خطورة غياب المبادئ الأخلاقية، وضرورة استعادة القيم السياسية النبوية والعمرية، فالثورات التي أحدثت التغيير العميق في تاريخ العالم كله هي تلك الثورات التي ترتكز على أساس مبدئي وأخلاقي يجعل من التضحية بالنفس والمال والرفاه الطريق لعلو المثل والقيم التي تؤمن بها، وهو أمر يقتضي التوبة الجماعية عن الركون للظالمين كما قال تعالى { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ }،{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، إنها التوبة من كل أشكال الركون للطغاة تحت أي ذريعة مصلحية فردية أو حزبية موهومة.

ثامنا : أهمية معرفة سنن التدافع والتغيير المجتمعي، وأن لها قانونا لا يحابي أحدا، ولا يتخلف أبدا، لخوض معركة كبرى فكرية وسياسية وجهادية،كما قال تعالى {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا }، وقوله {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}، وكما هي سننه في إخراج المستضعفين من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة الاستخلاف.

تاسعا : ضرورة الإيمان العميق الراسخ بوعد الله لهذه الأمة بالنصر والتمكين، كلما ضعفت واختل أمرها، كما قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }، وكما قال تعالى {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }، وبعث البشارات النبوية كما في الصحيح (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء)، وكما في الحديث (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، وكما في الحديث (إن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها).

عاشرا : وجوب استنهاض طاقات الأمة كلها، الحركية والسياسية والفكرية والجهادية والدعوية والمالية، والتأليف بينها، ورص صفوفها، للمشاركة في حركة التجديد الراشدة على مستوى الأمة كلها، وتجاوز كل أشكال العصبية الوطنية والقومية والحزبية، واستعادة مفهوم الأخوة الإيمانية، ومفهوم الأمة الواحدة، والتوكل على الله وحده لا شريك له، وتحقيق التوحيد القرآني النبوي {إياك نعبد وإياك نستعين}، فلا رهان على الأمم المحتلة، ولا مجلس الأمن، ولا الجيوش، ولا العروش، بل الأمل بالله وحده، ثم بهذه الأمة المنصورة المرحومة بكل شعوبها ومكوناتها، وكما قال تعالى {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ }، {وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، وهو شرط تحقق الإيمان كما قال سبحانه {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }، ولا يلتفت المؤمنون إلى عددهم وعدتهم وعدد عدوهم  {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ}.

 

 

 

مؤتمر الأمة

مجلس الشورى

12 جمادى الأولى 1438 هـ

9 فبراير 2017 م


رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

البيان الختامي لاجتماع مجلس شورى مؤتمر الأمة - جمادى الأولى 1438هـ

ترك تعليق
التعليقات

البيان الختامي لاجتماع مجلس شورى مؤتمر الأمة - جمادى الأولى 1438هـ