القضية الفلسطينية الواقع والتحديات وامكانية الحل في ظل الثورة العربية د عبدالله ابو السمن 3

القضية الفلسطينية الواقع والتحديات وامكانية الحل في ظل الثورة العربية د عبدالله ابو السمن 3

  • بواسطة مؤتمر الأمة --
  • الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1435 18:54 --
  • 0 تعليقات

القضية الفلسطينية الواقع , والتحديات , وامكانية الحل في ظل الثورة العربية

مبررات استمرارية العمل لتحرير الارض الفلسطينية (3)

د عبدالله ابو السمن

1-2-2014

قد يتساءل البعض عن اهمية العمل للقضية الفلسطينية خاصة بعد غياب الفعل العربي والاسلامي وتراجع العمل الفلسطيني ليس على مستوى الامكانات , ولكن على مستوى السياسات والارادات والادارات , وهل هناك جدوى من اعادة استنهاض الفاعل الفلسطيني واستنهاض العامل العربي ثم استنهاض العمق الاسلامي على مستوى العالم واخيرا استنهاض المظلومين في الارض لمواجهة قوى الاستبداد والقرصنة العالمية ؟ , ام ان قدرات هؤلاء جميعا وامكانية حشدهم وتنظيم الادوار فيما بينهم نتيجة التفتت الجغرافي والفكري والتنظيمي والمصلحي لا يكفي لإعادة ترتيب الاوضاع وتنفيذ الاهداف وتحقيق الوحدة ؟ وبالتالي تستكين قوى الامة ردحا آخرا من الزمن تحت ظلالذل الاحتلال والانهزام امام المشاريع المتداعية على المنطقة .

ان هذه التساؤلات وما سبقها في المقالين السابقين تقودنا لتوضيح اهمية البحث عن مبررات تفعيل العمل من اجل اعادة احياء القضية الفلسطينية بعد ان فهمنا اهمية القضية الفلسطينية كجزء من المخاطر الستة التي تؤثر على نهضة الامة المسلمة , وأوضحنا موقعها كجزء من الصراع الشامل على المنطقة , وانه لا حل للمنطقة من مصائبها الا اذا خيضت المعركة بشموليتها ضد هذه المخاطر معا وبنفس الوقت وعلى رأس هذه المخاطر الوجود الصهيوني على ارض فلسطين .

وهنا يطفو على السطح تساؤل آخر عن اهمية انطلاقة وانتفاضة وجهاد الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال في ظل الثورة العربية القائمة ؟ وذلك للاستفادة من ضعف الانظمة وحركة الشارع والانشغال العالمي , وبنفس الوقت إعطاء الثورة العربية زخما جديدا ودفعا مستمراللوصول بها الى القدس حيث استقرار رحال الثورة ومسكنها .

ويتفرع عنه تساؤلات اخرى , حولمبررات استمرار وتواصل العمل حتى تحرير الارض الفلسطينية مهما كانت التضحيات ؟وهل يكون من خلال القوى والتنظيمات القائمةعلى الارض الفلسطينية مثل فتح وحماس والجهاد واليسار والقوى القومية ؟ام ان الشعب الفلسطيني بحاجةلإحداث حالة تغيير على افكار هذه التنظيماتوسياسات عملها؟أم اننا بحاجة لقوى ناشئة وجامعة جديدة ترتبط بالوعي والفكر العملي لإحداث التغيير المطلوب مهما كانت الاثمان دون توقف حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ؟ وهل هذه القوى من خارج فلسطين ام من داخلها ؟ ولعل الاجابة عن هذه التساؤلات تكون من خلال توضيح مبررات استمرارية العمل على الارض الفلسطينية وبشكل دائم, ومن هذه المبررات :

1-ارتباطفلسطين بالفكر والدين والتاريخ الاسلامي

2-ارتباط فلسطينبالوجود الفلسطيني والعربي

3-اشكاليات الواقع الفلسطيني

4-غياب المنهج الاخلاقي عن واقع العمل السياسي والعسكري

5-غياب المشروع الفلسطيني الشامل والمتكامل مع امته

اولا – ارتباط القضية بالفكر والدين والتاريخ الاسلامي

ففلسطين والقدس من ارض الشام المباركة,فيهاالمسجد الاقصى اولى قبلتي المسلمين, و ثالث المساجد التي تشد الرحال اليها , والقدس ارض اسراء ومعراج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام , وهي ارض المنشر والمحشر وارض الحشد والرباط الى يوم الدين , ومن يقيم على ارضها له اجر المرابط , والقدس بيت المسلمين حيث ستكون بيعة هدى لخلافة راشدة على منهاج النبوة , اليها يسيرعيسى بن مريم عليه السلام وعلى ارضها يقتل الدجال, وعلى ارضها تفنى يأجوج ومأجوج , وعلى ارضها سيقتل اليهود , ومن ارضها سينطلق المسلمون لتحرير روما كما وعد رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ارضها ومن ارضها تتواصل مسيرة جهاد الامة نتيجة تداول السلطة عليها بفعل محاولات الباطل الدائمة للسيطرة عليها , فكم من البعثات الصليبية وكم من حروب دارت على ارضها , وكم من قادة و من ملوك بادت وهي تحاول الاستئثار بها او الدفاع عنها.

وقدس اليوم وهي اسيرة كما القدس سابقا منارة الامة , وطريق رشادها , وسور عزتها ومنعتها , ومؤشر ذلة اعدائها, والقدس اليوم تدعو على الدوام لنهضة اهلها وسيادة قومها بتحرير ارضها من الصهاينة , حتى يحافظ المسلمون على عهد عمر رضي الله عنه لصفرونيوس " بأن لا يدخلها يهود " وحتى يعمل المسلمون لتحقيق وعد الله " وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة " (الاسراء ), فهل من مستجيب ؟.

ثانيا - ارتباط القضية بالوجود الفلسطيني والعربي

فالوجود العربي والفلسطيني يمتد عبر القرون وفلسطين كانت حتى عام 1917 تحت الحكم العثماني , والفلسطينيون قاتلوا حتى سقوط الدولة العثمانية الى جانب الخلافة في الحرب العالمية الاولى, وقد بلغ عدد سكان فلسطين قبل النكبة الاولى قرابة 1.5 مليون نسمة – اكثر من سكان بعض دول المنطقة اليوم – وقد تم تهجير قرابة مليون نسمة تحت القهر والملاحقة المسلحة من قبل الانجليز البريطانيين ومن قبل اليهود وخداع الانظمة العربية.

لقد صدرت قوانين كثيرة متعلقة بالقضية الفلسطينية منذ احتلالها وتآمرت عليها قوى واجريت محادثات كثيرة بشأنها ليس فقط منذ احتلالها عام 1948 من قبل الصهاينة بل منذ احتلالها من قبل البريطانيين عام 1917 وقبل هذا منمعاهدة سايكس بيكوا عام 1916 و قبله محاولات هرتزل دفع مبالغ للدولة العثمانية وسداد ديونها من اجل الاقامة وهجرة اليهود الى فلسطين عام 1901 ومن مؤتمر بازل الاول 1897م وقبله محاولات الهجرة الى فلسطين التي سبقت سايكس بيكو بعقود.

وقد تولت عصبة الامم موضوع الانتداب البريطاني واقراره ومن ثم هيئة الامم التي اصدرتقرارات 242 و 338 و194 بعد معركة عام 1967 , ثم محادثات السلام في التسعينات من القرن الماضي ولا زالت فلسطين محتلة ولا زال الصهاينة يعيثون بارضها المباركة الفساد رغم كل الثورات والدماء التي سالت على ارضها .

ومع كل هذا لا زال الفلسطيني مرتبط بأرضه لا يكل ولا يمل يبحث لها عن مخرج -وهو يدرك أن ليس لها من دون الله كاشفة -, ويبحث عن طريق لاستعادة ارضه رغم تكالب القوى العالمية على حقه , ورغم تداعي الامم عليه, ورغم تقصير ذوي القربى في المشاركة وبذل ما يلزم لإزالة هذا المشروع السرطاني الذي يعمل على اشغال المنطقة العربية واستنزافها واختراقها وهدفه الواضح احتلال المنطقة العربية من الفرات الى النيل وانهاء الوجود السياسي والاقتصادي والديني العربي كما فعل الغرب في الاندلس وفي تركيا بعد تقسيمها وتوقيع معاهدة لوزان 1924.

ان غياب العرب عن الفعل السياسي والعسكري الوحدوي حتى اليوم رغم الاستقلال الظاهري للدول العربية منذ اكثر من نصف قرن ورغم القدرات والامكانات البشرية والمادية والثروات المعدنية والنفطية والزراعية والموقع الجغرافي المهم في العالم ليس الا بفعل الوجود الصهيوني على الارض الفلسطينية والسياسات العالمية , وما اثارة الصراعات في المنطقة العربية العربية او العربية الاسلامية او الاسلامية الاسلامية الا من اجل الابقاء على هذا المشروع الاستيطاني في حالة سيطرة وقوة ونفوذ في محيط ضعيف تنهشه الحروب وتضعفه الصراعات وتدميه حالات القتل والتشريد , حتى اذا ما اراد النهوض عاد مرة اخرى للسقوط في مخالب القوى العظمى التي تعمل على تقسيمه وتمزيقه والتهام امكاناته .

و رغم هذا كله ايضا ما يزال الفلسطيني على ارضه وفي المهجر يسعى بكل ما اوتي من قوة لعودته واستعادة أملاكه وارضه بكل الوسائل ويدعو امته العربية المسلمة للقيام بدورها واتخاذ كل الوسائل وعلى رأسها العمل الجهادي لاستعادة ما اغتصب منذ 66 عاما خاصة بعد انكشاف كذب العالم وهيئة الامم وغدر اليهود ونقضهم المواثيق والمعاهدات .

ثالثا - مشكلاتالواقع الفلسطيني

فرغم مرور 100 عام على احتلال فلسطين وتوالي الثورات منذ عام 1920 م وحتى اليوم الا ان نتائج العمل الفلسطيني لا تتجاوز ايلام العدو دون القضاء عليه او توقيف امتداده ومع مرور الزمن وكثرة الضغوطات الامنية والمالية يتحول العمل الفلسطيني الى نزعة الحفاظ على المكاسب والحالة التنظيمية والسياسية المرتبطة عربيا ودوليا مما يضعف لديها خيار المواجهة الشاملة واستمرارية القتال مع ان الاهداف لم تتحقق , ولعل من مشكلات الواقع الفلسطيني ما يظهر في :

1-المكون الذاتي : الذي يشير الى استمرار حالة ضعف امكانيات الشعب الفلسطيني امام امكانيات العدو,نتيجة حصار شامل للموارد البشرية والمالية من المناطق العربية المحيطة وصراع دائم مع العدو ,ونتيجة تعامل النظام العربي مع المكون الفلسطيني على انه لاجئا او محتلا بجنسية تختلف عن جنسيات محيطه الشعبي العربي الذي يسيطر عليهالخوف من ارهاب الامن , وتسيطر عليه العاطفة بدل العقل بالتعامل مع القضية الفلسطينية, ويسيطر عليهالاختلاف مكان التوافق والتبعية مكان الاستقلالية والندية مكان الاخوة , ولذا لم تتحرك طاقات الشعب العربي و كذلك الفلسطينيبما يلزم احتياجات المعركة بل انها استكانت لعقود في الداخل الفلسطيني على حساب الخارج , ثم عادت لتستكين في الخارج على حساب الداخل ,وسيطرت الاموال والسياسة على العمل الجهادي وتحولاته ونموه واستقلالية قراره , و سيطرت الاعتبارات التنظيمية على اعتبارات القضية نفسها , ولم يستفد المكون الذاتي الفلسطيني من المكون العربي المستكين على الدوام او الاسلامي لخدمة قضيته ,وتاهت القضية بعد عقود من الثورة والدماء والاشلاء بين عقول السياسيين وارادة العسكريين المقيدة بالراتب والمال والقيادة الفردية, وتكاثر الاحزاب التي تبحث عن مكاسب حزبية على حساب المبدئية مما زاد من نماء الفساد والاختراق وهذا مايدفع الشعب الفلسطيني اليوم للتطويروالتغيير في الافكاروالاشخاص والمشاريع الحزبية القائمة والتي قامت منذ عدة عقود ولم تنجز للشعب الا مزيدا من التراجع والخسارات السياسية والجغرافية والنفسية .

2-المكون الموضوعي : ان اعتبار الارض الفلسطينية - وهي مقرالانبياء والرسالات -ارضا لميعاد اليهودية وارتباط ذلك بإقامة دولتها, و بعودة نبي الله عيسى عليه السلام , وخروج المسيح الدجال والعلامات الكبرى لنهاية الكون , وارتباطها بحج النصارى في العالم سنويا الى كنيسة المهد وكنيسة القيامة التي ترتبط بمولد سيدنا عيسى عليه السلام ,اضافة الا انها ارض المحشر والمنشر عند الديانات,وعلى ارضها يتحقق القضاء الرباني لليهود بالإفساد مرتين وبالعلو وبالزوال الكامل بعد كل افساد , اضافة الى ارتباط بيت المقدس ببيعة الهدى واقامة الخلافة على الارض للمسلمين , كل هذا جعل منها ارض صراعات دائمة وارض حشد ورباط الى يوم القيامة .

وبناء عليه فان ارض فلسطين من الناحية الموضوعية تعتبر ارضا جاذبة للديانات, وجاذبة للصراعات من اجل الاستحواذ عليها لاعتباراتها الدينية ولموقعها الجغرافي المتوسط بين الامم مما زاد من حالة استقطابها لكل المتناقضين والمتصارعين في المجالات العقدية والعسكرية والاقتصادية والسياسية .

3-المكون الاقليمي والعربي والدولي: ان تأثر الحالة الفلسطينية بارتباطها بالتحولات الاقليمية والدولية وسيطرة المؤسسة الصهيونية واذرعها العالمية الاقتصادية والسياسية والعسكرية على قرار النظام العالمي بما فيه العربي , ادى الى غياب الدول والانظمة الوظيفية العربية عن البناء والنهضة واستقلالية القرارأودعم القضية الفلسطينية سعيا لتحريرها .

اضافة للاستقطاب الدولي نتيجة الصراعات المختلفة وخاصة بعد ضعف الدولة العثمانية وتراجعها ومن ثم سقوطها لتنقسم المنطقة الى دويلات ضعيفة لا تقوى على القيام بأداء دورها الا بالاعتماد على خصومها في كل احتياجاتها , ولتقدم كل امكاناتها وثرواتها هبة لخصومها من اجل الحفاظ على بقاء كياناتها الهزيلة , مما مكن الدول العالمية المنتصرة من زرع كيان غريب في المنطقة سمي بالكيان الاسرائيلي , والذي يتوسع بناء على احتياجاته الذاتية وامكانية نموه على حساب الارض الفلسطينية , كما يسعى للتوسع السياسي والاقتصادي والامني على حساب المنطقة العربية تمهيدا للتمدد العسكري المستقبلي من الفرات الى النيل بالتعاون مع النظام الدولي والصمت والضعف العربي .

ان حالة الاستقطاب والتشظي العربية والاسلامية على مدى القرن الماضي اثرت سلبا على الواقع والشعب الفلسطيني فجعلته مزقا , وقد رأينا ان بعضا من التنظيمات التحقت بمشروع الاشتراكية الاممية واعلنت التبعية للاتحاد السوفياتي والصين والدول الاشتراكية المختلفة وتنافست وواجهتالتنظيمات التي تتبنى البعد العربي سواء القومية منها كمصر والعراق وسوريا او ما سمي حينها" بالرجعية " كدول الخليج .

وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي عاد الاستقطاب ليصبح الملف الفلسطينيفي الحاضنة والتبعية للمشروع الايراني في المنطقة تحت ما يسمى دولالمقاومة والممانعة العربية في مواجهة دول الاعتدال وانعكست اثاره على تمزيق الحالة الفلسطينية سياسيا وجغرافيا ومفاهيميا .

ولا تزال حالة الاستقطاب تضعف الواقع الفلسطيني ومكوناته وتسئ اليه وتذكي الصراعات بين اجزائه وهذا عائد للتدخلات الدولية و الاقليمية والعربية التي تعمل على اختراقه والعبث بهبسبب احتياجاته المشروعة للقيام بواجب المقاومة التي تحمي تطلعاته وتطلعات الامة العربية التي للأسفلا تتدخل الا عندما يطلب منها من قبل القوى الدولية كي تعمل على حماية المكون الصهيواسرائيلي واضعاف المكون الفلسطيني .

4-غياب المنهج الاخلاقي عن واقع العمل السياسي والعسكري

لقد ارتبطت مفاهيم السياسة في القرن الماضي بفن الكذب, والمراوغة, والتوريط, واللعب على الحبال , والاستفادة من الجميع , والنفعية الشخصية ,واعتبر السياسي المحنك هو الاكثر كذبا ,والاعلى مكسبا , والاقدر على حماية ذاته ومجموعته ولو بالتعامل مع عدوه .

لقد عملت هذه المفاهيم السابقة على غياب الصدق والثقة بين الناس وغياب الوضوح والشفافية واصبح الفرد داخل المجموعة يعمل لخدمة نفسه , وكذا المجموعات التوافقية الصغرى داخل المجموعة الكلية تعمل لخدمة نفسها, وتعمل المجموعة الكلية لخدمة نفسها على حساب الجميع , وهكذا تمزق الجميع وغلبت المصالح , واخترقت المكونات بدعوى المكاسب الفردية والجماعية , وانهارالمجتمع لكثرة الصراعات واصبحت المجتمعات هشة سهلت التمزيق .

ان المنهج الاخلاقي لرسول البشرية ضرورة للبقاء والعمل لكل المكونات البشرية وعلى الخصوص التي تتبنى الاسلام كمنطلق لها , وهي تسعى لتحقيقه في واقع الحياة البشرية كمنهج حياة , فهو الاطار الحامي والمرجع الصادق والسلوك الثابت في التعامل مع الناس جميعا , من خلال مرجعيته للقرآن وسلوك الرسول الواضح والثابت في السنةوالسيرة النبوية .

ان غياب المنهج الاخلاقي عن المسلكيات السياسية والعسكرية الجهادية يقلل مناعتها ويضعف جسدها, ويجعل العاملين للإسلام كما العاملين لغيره من غير اخلاق او منهج اخلاقي يحمي دعوتهم ويظهر تميزهم بالمنطلقات والمآلاتاو يمنع الاساءة اليهم ويشجع الاخرين للسير خلفهم وخاصة انه احتياج عالمي .

ان الواقع الفلسطيني اليوم وسابقا يعمل بعيدا عنابسط اخلاق التعامل بين مكوناته الحزبية والحركية وفي داخل المكون الواحد عدا عن غياب المعتقد السليم المعتمد على الله, مما اوصله للحالة التي هو عليها الان من الاختراق والانهيار والتمزق والصراعات التي تنذر بخطر كبير يستدعي السياسيين والعسكريين لإعادة النظر بممارساتهم ومنهجيتهم الاخلاقية مع كل ما يحيط بهم من متغيرات وتفاعلات ومنطلقات وسلوكيات ذاتية تؤثر بهم وبواقعهم وبالآخرين .

5-غياب المشروع الفلسطيني الشامل والمتكامل مع امته

لم يستطع المكون الفلسطيني لا بذاته ولا بطرحهالفكري ولا سلوكه ان يطرح مشروعا جامعا يستقطب امته من خلفه او يدفع بها لتدخل بمعادلة الصراع مع عدوه بل على العكس من ذلك اصبح الفلسطيني اداة ومدخلا من مدخلات المعادلة الاقليمية والعربية والدولية المتصارعة وذلك لغياب المشروع الشامل للشعب الفلسطيني في الطرح والاستقطاب والممارسة المتكاملة بين الجانب السياسي والعسكري , والقادر على توحيد الجهود الفردية والتنظيمية الحزبية باطار واحد يعمل على استقطاب جهود الامة المسلمة بعربها وعجمها وهذا يتطلب من الشعب الفلسطيني اعادة ابراز قيادة موحدة وخطة واحدة وفكر واحد ومرجعية ثابته من اجل العمل على تحقيق تطلعاته بتحرير ارضه بالتعاون مع امته العربية والمسلمة .

وحتى يتم هذا الامر لا بد للعاملين على الساحة الفلسطينية ان يدركوا حجم ما يرتكبونه من اخطاء بحق مشروعهم وحق شعبهم وحجم ما يضيعونه من وقت بالصراعات الجانبية البينية وحجم الاستنزاف البشري والنفسي والمادي على مشاريع فشلت على مدار 100 عام من تحرير الارض الفلسطينية وازالة عدوها منها .

وعليهمايضا ان يدركوا حجم الخطر الذي يتهدد الواقع الفلسطيني ان استمرت الصراعات بين المشاريع المنقسمة , او تغافلت المشاريع عن مرجعية الامة الاسلامية وحضارتها التي تقدم المنهج على حساب التنظيم , وتقدم الدين على حساب الدنيا , وتعد للأمر عدته باطار من الوحدة الفكرية ومركزية القيادة والقرار المستقل عن التبعية لغير الله ورسوله والمؤمنين والا فإن قانون الاستبدال لا زال قائما فاعلا بالشعوب ومكوناتها التنظيمية .

ولهذا فان ارتباط القضية الفلسطينية بالدين والفكر الاسلامي والعربي والحاجات الفلسطينية للتحرر واسترداد المغتصب من ارضه , اضافة الى مشكلات الواقع الفلسطينية الذاتية والموضوعية وعلاقتها بما يحيط بها من انظمة ودول في غياب للمنهج الاخلاقي والمشروع الشامل والمتكامل مع الامة بشقيه العسكري والسياسي وبمرجعيته الاخلاقية , يستدعي استنفار الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لإعادة صياغة ذاته الفردية والتنظيمية , واطروحاته وطريقة تعامله مع الواقع والاستفادة من الحراك الثوري العربي ومن تجربته وتجارب الاخرين لإنشاء بنية واحدة ومجتمع فكري واحد بقيادة مخلصة موحدة تتشاركمع امتها وتسعى لتوحيد جهودها كي تحرر الارض والانسان الفلسطيني والعربي من الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي الغاشم .

يتبع باذن الله


رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

القضية الفلسطينية الواقع والتحديات وامكانية الحل في ظل الثورة العربية د عبدالله ابو السمن 3

ترك تعليق
التعليقات

القضية الفلسطينية الواقع والتحديات وامكانية الحل في ظل الثورة العربية د عبدالله ابو السمن 3