بيان من مؤتمر الأمة إلى شعوب الأمة كافة

بيان من مؤتمر الأمة إلى شعوب الأمة كافة

بيان من مؤتمر الأمة إلى شعوب الأمة كافة

وإلى الجماعات والأحزاب والمكونات في العالم الإسلامي وإلى جميع الأحرار في كل مكان
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد الله رب العالمين

ولا عدوان إلا على الظالمين

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

أيها المسلمون في كل مكان..
 
 
أيها السوريون الأحرار والمجاهدون الأبرار في ساحات المجد والكرامة والجهاد في دمشق وحلب وحماة وحمص ودرعا ودير الزور واللاذقية وكل مدن سوريا وقراها وأريافها..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحية إجلال وإكبار لكم واشهدائكم ورجالكم ونسائكم الذين بيضوا وجوه الأمة في معركة الأمة التاريخية على أرض الشام ..
أيها المسلمون ..
يتعرض الشعب السوري منذ انطلاق ثورته التاريخية المباركة من أجل حريته وكرامته في مارس ٢٠١١ وإلى اليوم إلى عدوان وحشي غير مسبوق من نظام همجي دكتاتوري طائفي لا يعرف إلا لغة الدم والنار ليخاطب بها شعبا مسالما ظل ثمانية أشهر يخرج إلى الساحات في تظاهرات  مدنية
يهتف بصوت مسموع حرية حرية سلمية سلمية
في احتجاجات ضربت المثل في طهرها وسلميتها وصبرها على القمع والاضطهاد
 فكان جزاؤه القتل ثم القتل ثم القتل حتى بلغ القتلى مائة ألف قتيل وأضعافهم من الجرحى
 هذا والعالم كله يشاهد هذه المجازر الوحشية ولا يحرك ساكنا إلا عقد المؤتمرات وحياكة المؤامرات على الضحية لصالح المجرم حيث يشن النظام بالطيران والصواريخ حرب إبادة دون موقف عربي أو إسلامي أو دولي يوقف هذه الجرائم بحق شعب أعزل يستصرخ العالم ولا مجيب ويستنجده ولا مغيث!
وظل الشعب السوري وحيدا في مواجهة هذا النظام الإجرامي لا لشيء إلا لأن روسيا تريد المحافظة على قواعدها العسكرية في طرطوس وإلا لأن إيران تريد مد نفوذها على سوريا بعد العراق ليصبح الشعب السوري هو الضحية!
وفي الوقت الذي يفرض العالم حصارا على الأسلحة حتى لا تصل للشعب السوري تمد روسيا وإيران في المقابل نظام الأسد بكل أشكال الدعم العسكري والبشري وعصابات القتل الطائفي وفرق الموت وميليشيا الإجرام اللبنانية التي يرسلها حزب الله لتسيل مدن سوريا أنهارا من الدماء بتحالف روسي إيراني كما سالت مدن العراق وما تزال بتحالف أمريكي إيراني!
أيها المسلمون في كل مكان
لقد شاهدتم كيف تتآمر القوى الدولية (روسيا وأمريكا) على الأمة عامة والعرب خاصة لتظل المنطقة تحت نفوذهم واحتلالهم وسيطرتهم  كما أرادوه لها منذ سايكس بيكو والحرب العالمية الأولى وسقوط الخلافة
ورأيتم كيف تحولت الدول الوظيفية في العالم العربي والإسلامي إلى مجرد قواعد عسكرية للقوى الدولية  حتى كشفت الثورة العربية ضعفها وهشاشتها وعجزها عن حماية شعوبها من الخطر الخارجي أو الداخلي!
أيها الأحرار في كل مكان
إن الثورة السورية كالثورة العربية عامة هي ثورة شعوب تنشد الحرية والعدل والكرامة والوحدة فأبى المجرمون إلا مواجهتها بشعارات طائفية ليبرروا جرائمهم بحق الشعب السوري باسم الطائفة ليفرضوا مشروع التقسيم كما يريده الاستعمار وكما يريده الطائفيون لمشروعهم الصفوي الشعوبي الذي يريد فرض نفوذ إيران على العالم العربي وعلى الأمة كلها من خلال تحالفه مع القوى الدولية وتنفيذ مصالح الاستعمار الأجنبي الروسي والأمريكي وتأمينها إيرانيا على حساب الأمة واستقلالها وسيادتها ووحدتها وحريتها وأمنها الإستراتيجي وهو ما تقوم به إيران مع روسيا في سوريا ومع أمريكا في العراق ومع الهند في أفغانستان!
 وإن مما كشفته هذه الملاحم التي تجري على أرض الشام وحدة شعوب الأمة وكيف تداعى المسلمون من كل مكان لنصرة الشعب السوري بالنفس والمال مع كل القبود التي فرضها العالم والحصار الذي ضربه النظام الدولي لمنع وصول المدد والأسلحة النوعية للمجاهدين!
وفي الوقت الذي وقفت شعوب الأمة وقفة تاريخية خذلت الدول والحكومات للأسف الشعب السوري بل تآمر بعضهم عليه!
وقد كانت الأمة تتطلع لدول الثورة العربية لتقوم بدورها في نصرة الشعب السوري خاصة مصر العروبة غير أنها للأسف لم تقف الموقف الشرعي والإنساني والسياسي الذي يجب عليها اتخاذه دفاعا عن الشعب السوري أولا وعن الأمة التي تواجه مؤامرات الغرب والشرق عليها دون وجود دولة عربية أو إسلامية مركزية تدفع عن الأمة وشعوبها هذه الهجمة الاستعمارية الجديدة التي ذهب ضحيتها العراق وأفغانستان بالأمس ويراد لسوريا أن تكون كذلك ويأبى الله والمؤمنون!
أيها السوريون الأبطال لقد ضربتم أروع مثل في ثورتكم وصبركم وتضحياتكم وقد شارفتم على النصر فالله الله في وحدتكم واتحاد صفكم واحذروا العدو الخارجي ومؤامراته عليكم أشد من حذركم من العدو الداخلي الذي أوشك على السقوط فإن النصر مرهون بالشرط (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)..
أيها المسلمون في كل مكان..
وأيها العرب في كل قطر خاصة في العراق وسوريا وفلسطين حررها الله وأعادها للإسلام  
إنكم جميعا تدفعون ثمن الدولة القطرية الوظيفية التي فرضها الاحتلال الغربي على المنطقة حتى يسهل عليه التحكم فيها ولا مخرج لشعوبنا مما هي فيه من محنة وفتنة واحتلال واستبداد إلا باستعادة مفهوم الأمة الواحدة من جديد واستعادة مفهوم الحكم الإسلامي الراشد ومن خلال هذين المفهومين الأمة الواحدة والدولة الراشدة ستنهض الأمة من جديد وستكون ثورة الشام والعراق هي بإذن الله نواة هذه النهضة وبداية هذه اليقظة لتستعيد دمشق عمر بن عبد العزيز وبغداد هارون الرشيد مكانتهما من جديد بعد عقود من التيه والضعف ولن يتحقق لهما ذلك إلا بمشروع أمة يتداعى له المخلصون من أحرار الشام والعراق وأبرارهما من خلال عمل مشترك يكون هدفه تحريرهما ومن ثم توحيدهما وتحقيق النهضة فيهما لتكونا حجر الأساس في مشروع الأمة الجديد بإذن الله!
أيها المسلمون الأبرار
ويا أيها العرب الأحرار
ويا أيها المجاهدون الأخيار
لقد تخلى العالم عن الشعب السوري ليكون فريسة لروسيا وإيران كما تخلى قبله عن العراق ليصبح فريسة لأمريكا وإيران ولم يبق لهذا الشعب المظلوم والمنصور بإذن الله إلا الله وحده ثم أنتم أيها المسلمون الأبرار وأيها العرب الأحرار
فالله الله أيها الأحرار في نصرة هذا الشعب المظلوم المنكوب  وإغاثته بكل وسيلة بالمال والرجال فإنها مسئولية الأمة كلها ولا عذر لأحد في التخلف عنها وإن كل دم يسفك وكل نفس تزهق سيسأل الله الجميع عنها وتذكروا قول الله جل جلاله لكم أيها المؤمنون (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان)
وقوله (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق)
هذا ونسأل الله أن يلطف بالشعب السوري وأن ينزل عليهم نصره ويرحم شهداءهم وأن يحقق لهم الحرية والكرامة في ظل حكم إسلامي راشد يقيم العدل ويحقق الأمن ويحمي الحقوق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

مؤتمر الأمة
الجمعة 22 / 7 /1434 هـ
31 / 5 / 2013 هـ
 

رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

بيان من مؤتمر الأمة إلى شعوب الأمة كافة

ترك تعليق
التعليقات

بيان من مؤتمر الأمة إلى شعوب الأمة كافة