الرسالة الثانية .. الرؤية الإستراتيجية لمؤتمر الأمة

الرسالة الثانية .. الرؤية الإستراتيجية لمؤتمر الأمة

  • بواسطة مؤتمر الأمة --
  • الخميس 15 جمادى الثانية 1434 02:15 --
  • 0 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم


الرسالة الثانية

(الرؤية الإستراتيجية لمؤتمر الأمة)[1]


إن قيام (مؤتمر الأمة) يمثل تطورا سياسيا كبيرا على مستوى العمل الإسلامي لسببين:

الأول: كونه أول اتحاد لتنظيمات سياسية إسلامية قُطرية تتفق على مشروع سياسي جامع على مستوى الأمة.

الثاني: أنه المرة الأولى التي يُطرح فيها المشروع السياسي السني الذي ظل يحكم العالم الإسلامي مدة ثلاثة عشر قرنا كمشروع سياسي منذ سقوطه؛ بحيث تحدد له العقيدة السياسية، والأهداف المرحلية والنهائية، وتنطلق فيه تنظيمات سياسية في كل قطر، ليتحقق على أرض الواقع من خلال جهاد ونضال سياسي يتخذ من كل الوسائل المتاحة المشروعة سبيلا للوصول إلى الغاية المنشودة (من الحكومة الراشدة إلى الخلافة الراشدة).

ولا يخفى أن مثل هذا الهدف التاريخي العظيم يحتاج من القائمين عليه وضع خطة إستراتيجية وسياسية، يمكن على ضوئها مراجعة الأداء وتقويمه بشكل دوري، من خلال تحديد العناصر الرئيسة الأربعة التالية:

1- النظام الأساسي للمؤتمر.

2- الأهداف المرحلية والنهائية للمؤتمر.

3- أولويات العمل.

4- آليات التنفيذ وخططه.

وإذا كانت النظم السياسية تعبر عن أيديولوجيا عقائدية، ومبادئ وقضايا رئيسية، يؤمن بها الزعماء المناضلون، ومن أجلها يضحون، وتقوم زعامتهم على أساس:

- الإيمان المطلق بالقضية التي يدعون إليها.

- والقدرة منهم على الإلهام لتحريك الجماهير.

- والإرادة الصادقة والعزيمة القوية التي تلهب حماسة الشعوب وتفيض عليها من سحرها وإلهامها العاطفي.

فإن ذلك كله في حاجة إلى القادة والمخططين الإستراتيجيين الذين يحددون الأهداف السياسية، ويضعون لها الخطط المبتكرة، ويتخذون من الإبداع العقلي وسيلة للوصول إلى تحقيق المبادئ التي يناضل من أجلها الزعماء الملهمون.

ولن ينجح المخططون الإستراتيجيون أيضا ما لم يقم على تنفيذ تلك الخطط الإستراتيجية منفذون حركيون واعون يستوعبون تلك الخطط ويدركونها إدراكا كاملا، ويتفاعلون معها من خلال الآليات والوسائل التي يتبعونها، لتنفيذ تلك الخطط.

إن (مؤتمر الأمة) لن ينجح في تحقيق مهمته التاريخية ما لم يتوفر له:

1ـ الزعماء التاريخيون الملهمون المناضلون الذين ينفخون في الأمة من روحهم ليبعثوها من جديد؛ لتؤمن الأمة معهم بقضيتهم (نحو أمة واحدة وخلافة راشدة) كإيمانهم هم بها، ولا شك بأن القيادة الجماعية لهذا المؤتمر ستتحمل هذا العبء التاريخي بشكل فردي وجماعي، ولن تتحقق الزعامة التاريخية إلا بعد حركة نضال طويل تتعرف الأمة من خلاله على قياداتها وزعامتها الموثوقة.

2ـ القادة والمخططون الإستراتيجيون المبدعون الذين سيحددون الأهداف السياسية (تحرير إرادة شعوب الأمة من الاستبداد، وتحرير سيادة أوطانها من الاحتلال، وتعزيز الوحدة بينها) وكيفية الوصول من خلال الخطط الإستراتيجية والبرامج السياسية للتخلص من الاستبداد السياسي في كل قطر، والوصول لحكومات منتخبة تعبر عن إرادة الأمة، والتخلص من الاحتلال الأجنبي، وتحرير المنطقة من نفوذه ووجوده للوصول إلى الاستقلال والسيادة، وتعزيز التكامل بين شعوبها ودولها، لتحقيق الوحدة بينها، وترتيب الأولويات، وتحديد مدى فرص النجاح في كل قطر، ومعرفة العوائق والآفاق من خلال دراسة عميقة لأوضاع كل بلد؛ سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

وسيحتاج (مؤتمر الأمة) إلى الطاقات المتخصصة في هذا المجال، وإلى كل من يستطيع المشاركة في التخطيط الإستراتيجي لمشروع مؤتمر الأمة، كما يمكن للمؤتمر الاستفادة من الطاقات والعقليات من داخل العالم العربي وخارجه؛ ممن يؤمنون بهذا المشروع؛ للمشاركة والمساهمة في وضع الخطط والبرامج.

3- الحركيون المنفذون الواعون للبرامج والخطط الذين سيتولون مهمة تنفيذ ما يضعه المخططون لهم، وسيتفاعلون معها، وسيخترعون من الوسائل والأساليب والآليات ما يحققون به تلك البرامج؛ فهم القادة الميدانيون والإداريون للتنظيمات في كل قطر؛ فيجب تطوير مهاراتهم ليكونوا على مستوى المسئولية المطلوبة منهم.


مواصفات القيادة وشروط نجاحها:

وبناء على كل ما سبق فإن القيادة التاريخية الجماعية المؤسسة لتنظيم (مؤتمر الأمة) أحوج ما تكون - مع إيمانها المطلق بمشروعية قضيتها عقائديا وسياسيا - إلى الوحدة ورص الصف؛ إذ نجاح العمل مرهون بوحدة صفها؛ وذلك منوط بتحقق:

1- الأخوة والمحبة الإيمانية العقائدية وهو أول أسباب النصر كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ . وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}، وكما قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.

ولا شك بأن الأخوة والمحبة تقوى بأسبابها التي حث عليها الشارع؛ كتعزيز أواصر التعارف (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف)، وإفشاء التحية (ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم)، وتبادل الهدية (تهادوا تحابوا)، والابتسامة والكلمة الطيبة (تبسمك في وجه أخيك صدقة والكلمة الطيبة صدقة)، والاحترام بين القيادات (ليس منا من لم يوقر كبيرنا)، وتجنب كل ما من شأنه إضعاف عرى الأخوة والمحبة؛ كالغيبة والنميمة والقيل والقال واللمز والنبز... إلخ؛ مما تعنى به كتب السلوك والتصوف السني، فإذا ما تحول ذلك من سلوك وممارسة إلى سجية وطبع؛ صارت ثقافة عامة تطبع سلوك جميع الأفراد في كل التنظيمات بطابعها وهي تحتاج إلى تزكية للنفس وتهذيب للسلوك واستحضار دائم للمسئولية والمراقبة.

2- الثقة المطلقة بين القيادات حتى لا يخالطها شك، ولا يخالجها ريب فيما بينها، وحتى لا يسمع أحد بأحد قالة سوء، ولا يصدق فيه قول قائل أو قدح قادح، فإنه كلما كانت المسئولية أكبر، كانت التحديات أعظم، والمؤامرات أخطر، والمخرج منها هو غرس الثقة فيما بين القيادات حتى يكون من غاب منهم كمن حضر، وحتى لا يتناجى اثنان حتى كأن الثالث يسمع نجواهما ويعلم دعواهما؛ فهذه الضمانة الثانية لوحدة القيادة.

3- الوضوح والمصارحة والشفافية التي تعزز الثقة بين القيادات؛ حتى لا يكون لأحد منهم خصوصية في العمل دون أحد، ولا يكون لأحد علاقة مع أي جهة قد تؤثر على المشروع تخفى على المؤتمر، فيكون (مؤتمر الأمة) بتنظيماته كالجسد الواحد، وقياداته هي كالقلب والمرجع للجميع فيما يأتون وفيما يذرون من أعمال تخص المشروع.

4- الصبر وسعة الصدر على العمل الجماعي وأعبائه، وعلى تبعاته ولأوائه، وعلى الشورى الجماعية ونتائجها وقراراتها، فإن النصر مع الصبر، وإن الظفر صبر ساعة، وفي صبر القيادات على بعضها، وتحملها هفوات بعضها، واللين والرفق في معالجة ما قد يقع من قصور وخلل ضمانة لنجاح العمل؛ وكما في الأثر: (يد الله على الجماعة) .

5- التضحية بلا حدود في الوقت والجهد والنفس والمال، وهي ضريبة القيادة الفردية والجماعية، فلا قيادة بلا سيادة، ولا سيادة بلا ريادة، يبادر فيها القائد والزعيم إلى كل ما يقتضيه نجاح العمل؛ حتى يكون قدوة وأسوة؛ وكما قال أبو الطيب:

(لولا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتال).

مواصفات المخططين الإستراتيجيين وشروط نجاحهم:

وكما يجب توافر شروط النجاح للزعماء لقيادة العمل؛ فكذلك يجب توافر شروطه لقادة التخطيط الإستراتيجي وأهمها - بعد وضوح الأهداف النهائية والمرحلية للمشروع السياسي لهم - القدرة على التخطيط السليم، والإبداع في التخطيط، والخبرة التراكمية ما يجعل فرص نجاح خططهم وبرامج عملهم أكبر، ومخاطرها أقل، ووقتها أقصر، وهم العقول التي تشرف على وضع البرامج، وتحديد الأولويات والإمكانات، وفرص النجاح، وتحديد الوسائل وتقديرها، ورصد النتائج وتقييمها، وإعادة النظر فيها، وتغيير البرامج بتغير المعطيات والمستجدات.

وأهم أعمالهم:

1- تحديد الأهداف السياسية المرحلية والأهداف النهائية.

2- ووضع برنامج عمل لكل مرحلة مع تحديد المدة الزمنية المطلوب تنفيذ الأعمال خلالها.

3- تقييم العمل وتقويمه وإعادة أو تعديل الخطط والبرامج بتغير المستجدات.


مواصفات القادة الميدانيين والمنفذين وشروط نجاحهم:

وهم الحركيون، وعليهم يقوم العمل، وبهم تصبح الخطط والبرامج واقعا سياسيا يمارس على الأرض، وتحصد نتائجه، وتتحقق أهدافه، وأهم مواصفاتهم:

1- القدرة على فهم الخطط واستيعابها والتفاعل معها والحركة الدءوب من أجل تنفيذها.

2- القدرة على استيعاب الطاقات، واحتواء الكوادر، وحشد الجماهير وتنظيمها.

3- التفاني والإخلاص للقيادة وللمشروع وللقضية.

4- القدرة على تطوير الوسائل وابتكارها والتعامل مع البرامج بحسب مستجدات الواقع.

أسس عمل (مؤتمر الأمة) وقواعده:

وإذا كان كل ما سبق ذكره في أسس التخطيط الإستراتيجي من المشتركات بين كل التنظيمات على اختلاف توجهاتها سياسية كانت أو اقتصادية، فإن خصوصية كل عمل تفرض تحديد أسسه وقواعده وهي بالنسبة لـ (لمؤتمر الأمة) تتمثل في:


1) تحديد الهوية الفكرية والسياسية لمؤتمر الأمة:

وهي الهوية الجامعة للتنظيمات الأعضاء في المؤتمر، والعقيدة التي يؤمن بها الجميع، والتي بها يُعرف المشروع، ويمتاز بها عما سواه، وتمثل خصوصيته في الساحة التي يعمل بها، ويمكن تحديدها بالتالي:

 

تعريف مؤتمر الأمة:

هو اتحاد تنظيمات سياسي إسلامي يؤمن بمشروع (الأمة الواحدة والخلافة الراشدة) على أصولها المجمع عليها كما جاءت في الكتاب والسنة النبوية وسنن الخلفاء الراشدين.

فمؤتمر الأمة هو أول تنظيم إسلامي يطرح الخطاب الإسلامي السني الراشدي كمشروع عقائدي وسياسي يناضل من أجل تحقيقه على أرض الواقع في كل قطر عربي وإسلامي.

وهو امتداد تاريخي لمشروع العلماء والدعاة المصلحين الذين عاصروا سقوط الخلافة، ودعوا إلى استئناف الحياة الإسلامية، واستعادة الخلافة من جديد، ومن هنا تمثل الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي على اختلاف ألوان طيفها عمقا إستراتيجيا لمؤتمر الأمة، ومن ورائهم الأمة كلها.


2) المشروعية والمرجعية:

يستمد عمل (مؤتمر الأمة) السياسي مشروعيته من نصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة؛ ومن ذلك:

قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} وقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}.

وقوله : (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)، وفي رواية: (الذين يصلحون ما أفسد الناس).

وقوله: (الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

وقوله: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور).

وقوله: (ثم تعود خلافة على منهاج النبوة).

وقوله: (الزم جماعة المسلمين وإمامهم).

وقوله (إن كان لله في الأرض خليفة فالزمه).

وهو ما يوجب على الأمة في ظل غياب الجماعة الواحدة والإمامة الواحدة العمل على عودتهما، إذ بهما يظهر الإسلام في الأرض، وبزوالهما يزول الإسلام من الأرض، والواقع شاهد صادق.

وقد أجمع سلف الأمة والأئمة من أهل السنة على وجوب وضرورة إقامة الخلافة ووجوب وحدة الأمة، كما نص على ذلك الأئمة الفقهاء والمتكلمون في مؤلفاتهم كما سبق ذكره.

المشكلة التي تصدى (مؤتمر الأمة) لحلها:

وتتمثل في:

1- سقوط الخلافة كنظام سياسي جامع لوحدة الأمة.

2- تفرق الأمة إلى دويلات تحت الاحتلال الأجنبي.

3- إقصاء الشريعة وأحكامها عن واقع حياة الأمة.

4- شيوع حالة الظلم والاستبداد السياسي والتخلف بكل أشكاله.

وقد جاء في الحديث بيان هذه المشكلات كما في قوله ﷺ عن زوال الخلافة: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكا عضوضا، ثم ملكا جبريا، ثم تعود خلافة على منهاج النبوة).

وعن زوال الدولة والأمة الواحدة (فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها).

وعن سقوطها تحت نفوذ العدو (تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها)... إلخ.


3) الهدف والمهمة:

(من الحكومات الراشدة إلى الأمة الواحدة والخلافة الراشدة):

ولا يخفى أن الحديث عن عودة الخلافة الراشدة سيظل ضربا من الخيال، وطلبا للمحال، ما لم يسبق ذلك معالجة مشكلات قطرية تحول دون وحدة الأمة ودولها؛ كالاستبداد السياسي، والوجود العسكري الأجنبي، والتشرذم القطري، والتخلف التنموي، فلا يمكن إقامة خلافة راشدة على مستوى الأمة كلها؛ ما لم تستطع شعوبها أولا إقامة حكومات راشدة في بعض دولها، فكان لا بد من أن تسعى التنظيمات في أقطارها ودولها إلى:

أولا: الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها بهدف إقامة الحكم الراشد في كل قطر عربي وإسلامي، كهدف سياسي مرحلي.

والحكم الراشد هو كل نظام سياسي:

1- تختاره الأمة في أي قطر عربي أو إسلامي بانتخاب حر يمثل إرادة الأمة تمثيلا حقيقيا.

2- ويحقق سيادتها ويحافظ على استقلالها في ذلك القطر.

3- ويعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة.

4- ويعزز الوحدة والتكامل مع الأقطار الأخرى.

5- ويحقق التنمية الاقتصادية والنهضة الاجتماعية الشاملة.

ثانيا: العمل على إعادة الخلافة الراشدة والأمة الواحدة كهدف استراتيجي.

والخلافة الراشدة هي النظام السياسي الإسلامي الذي يقوم على:

1- اختيار الأمة  - كلها أو أكثر دولها بعد اتحادها - للسلطة عن طريق الانتخاب لها بالشورى والرضا.

2- سياسة شئون الأمة وفق أصول الكتاب والسنة والخطاب الراشدي.

3- الحكم بالشريعة الإسلامية في كل شئون الحياة.

4- حماية الأمة والمحافظة على سيادتها وقوتها ووحدتها.

5- تحقيق التنمية الشاملة في كل المجالات.

ولا شك بأن هذه الأهداف المرحلية والنهائية تحتاج إلى عمل سياسي منظم على مستوى الأمة كلها، وأحزاب وتنظيمات قطرية تسعى لتكون:

1- رديفا قويا في كل قطر قادرا على التأثير في القرار السياسي وإن كان خارج السلطة.

2- بديلا جاهزا في حال حدوث فراغ سياسي مفاجئ، أو في حال فتح الأبواب للتداول السلمي للسلطة بصورة حقيقية فعلية، أو في حال الحاجة لإحداث التغيير بالثورة، حين القدرة على ذلك، عند انغلاق سبل الإصلاح السياسي السلمي.

4) الوسائل:

يعمل (مؤتمر الأمة) في كل قطر من خلال أحزابه وتنظيماته لتحقيق مشروعه بالجهاد السياسي السلمي بكل الأساليب المشروعة والمتاحة، ابتداء بـ :

- جهاد الكلمة؛ كما في الحديث: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر)، وحديث: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

- والتصدي للظلم؛ كما في حديث: (لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا).

- والعمل على تغييره بكل الوسائل المتاحة (من رأى منكم منكرا فليغيره)، وحديث: (يكون أمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه؛ فهو مؤمن).

- والمشاركة السياسية الإيجابية في كل الأنشطة العامة.

- مع حق المقاومة والجهاد للتنظيمات التي توجد في أقطار تقع تحت ظل الاحتلال الأجنبي.

وكل ذلك بحسب ظروف كل قطر وأوضاعه، مع الالتزام بالأصل وهو العمل السياسي السلمي، الذي ينأى بالأمة عن الاحتراب الداخلي، ويحول دون الاصطلام بالأنظمة، للحفاظ على التماسك المجتمعي، وحماية الإنجازات التي تحققت للأمة في كل قطر، إلا في حالات الضرورة حين تقرر الأمة في قطر من الأقطار تغيير الأوضاع بالثورة الشعبية، مع تحقق القدرة على تحقيق ذلك سياسيا.

إن كل ما سبق ذكره من أهداف إستراتيجية بعيدة المدى، قد تحتاج إلى عقود من السنين، وأهداف مرحلية متوسطة المدى قد تحتاج إلى بضع سنين؛ يجعل من تطوير التنظيمات السياسية وتطوير أدائها هدفا قريبا أوليا، وأمرا ضروريا؛ للوصول إلى باقي الأهداف، ولن تستطيع التنظيمات القطرية تحقيق ذلك ما لم:

1- تستقطب الشباب والطاقات الحركية والفكرية إلى صفوفها وتبني نفسها بناء تنظيميا محكما.

2- وتقف الأمة معها في مشروعها المرحلي (الحكم الراشد)، والنهائي (الخلافة الراشدة).

3- وتحسن أداءها السياسي مع الداخل والخارج الدولي؛ بما يطمئن الجميع على مصالحه المشروعة.

4- وتتعاون مع كل القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية على اختلاف توجهاتها بما يحقق الأهداف المشتركة.

5- وتضع الخطط والبرامج والدراسات التي من خلالها تتعرف على:

أ- واقع المجتمع واحتياجاته الأساسية وثقافته وكيفية تعاطي التنظيم معها وفق مبادئه وأهدافه.

ب- القوانين والأنظمة الموجودة وكيفية الاستفادة منها بما يحقق أهداف التنظيم.

ج- القوى الأساسية في المجتمع وكيفية التعامل والتفاهم معها .

د- التقنيات والوسائل المتاحة وفرص الاستفادة منها لتحقيق الأهداف.

هـ- قدرات التنظيم الذاتية وإمكاناته المادية والفرص أمامه وكيفية اقتناصها، والمعوقات والمخاطر وكيفية التعامل معها، ومكامن القوة لديه وكيفية استثمارها، ونقاط الضعف عنده وكيفية معالجتها.

5) أولويات العمل:

إن تحديد أولويات العمل على مستوى القطر أو الأمة هو ثمرة تلك الدراسات العميقة لواقع الأحزاب والتنظيمات في كل قطر، ولعل أهم الأولويات على مستوى (مؤتمر الأمة):

1- بناء المؤتمر نفسه بناء تنظيميا محكما، واستكمال وجوده في كل قطر عربي؛ بحسب الهامش الذي تسمح به القوانين في كل قطر أو يسمح به الواقع السياسي.

2- بلورة مشروعه الفكري والسياسي وتحديد رؤيته في أدبياته المنشورة.

3- تعزيز موارده المالية وقدراته الإدارية والفنية.

4- تحديد دوائر التواصل والتنسيق مع كافة القوى والمؤسسات في العالم العربي والإسلامي وكيفية التعامل معها.

كما يجب أن يكون نظام مؤتمر الأمة الأساسي واضحا في مبادئه وأهدافه، بعيدا عن التعقيد في ألفاظه، عمليا في لوائحه الداخلية.

فهذه هي الرؤية الإستراتيجية العامة التي يقرها القادة المؤسسون، والتي تحتاج إلى خطط إستراتيجية يضعها المخططون الإستراتيجيون، وحين يتحقق كل ما سبق ذكره من أهداف قريبة على مستوى بناء التنظيمات القطرية والتنظيم الدولي، والأهداف المتوسطة على مستوى تحقيق الإصلاح السياسي في كل قطر عربي وإسلامي للوصول إلى حكومات راشدة، فلن يطول الوقت حتى تقوم تلك الحكومات الراشدة كلها أو أكثرها، بتعزيز الوحدة والتكامل بين دولها وأقطارها، سياسيا واقتصاديا وعسكريا؛ لتمهد الطريق لتحقق الهدف النهائي وهو قيام (أمة واحدة وخلافة راشدة)، تحقق لشعوبها الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار، وتحقق للعالم السلم والعدل والتعاون الإيجابي الذي تنشده الإنسانية كلها.



 

[1] ورقة قدمها د. حاكم المطيري للمؤتمر الثالث 1431 هـ - 2010م وتم إقرارها.





رابط مختصر
الرابط المختصر انقر هنا

الرسالة الثانية .. الرؤية الإستراتيجية لمؤتمر الأمة

ترك تعليق
التعليقات

الرسالة الثانية .. الرؤية الإستراتيجية لمؤتمر الأمة